مجوهرات معوّض

داوود معوض- فايز معوض- روبير معوض

انطلقت مسيرة مجوهرات “معوّض” في عام 1890، حين انتقل مؤسّسها “داوود معوّض” المولود عام 1865(1865-1951) من مسقط رأسه في زغرتا نحو نيويورك والمكسيك، حيث مكث لأكثر من 20 عامًا بهدف تعلّم حرفة صناعة الساعات وصياغة الذهب والمجوهرات

في هذه الأثناء، تم انشاء شبكة سكك حديدية متطورة جدا تربط بيروت بمعظم المدن العثمانية ومن بينها دمشق مما ساهم بفورة اقتصادية كبيرة. عندها عاد الرائد في فنّ صناعة المجوهرات إلى بيروت، فافتتح أوّل مشغل لدار “معوّض” عام 1908. لكنه لم يستغن فيه عن تجارته اليومية لإصلاح الساعات والمجوهرات، وسرعان ما سمعت به الطبقات الراقية في بيروت وبدأت تُكلفه بتصميم قطع ثمينة خاصة

جاهد داوود معوض وثابر بعمله ليبني امبراطورية النجاح التي نشهد لها بيومنا هذا. توفي المبادر الناجح داوود معوض عام 1951

عندها، قام “فايز داوود معوّض” (1917-1990) ،المدرَب من والده، بإدارة الشركة عام 1950 وله من العمر 33 عاما

راقب فايز معوض المملكة العربية السعودية وثروتها النفطية الهائلة ووجد فيها فرصة لتطوير أعمال العائلة وانتقل الى جدة. فقاد بريادته الدار مباشرةً إلى القصور الملكية. وكان من الواضح تمتّع الجيل الثاني بموهبة فطرية في إنتاج تصاميم استحوذت على اهتمام النخبة في البلاد. وتجلّى التزام “فايز معوّض” بالابتكار والتطوّر والبحث في الفكرة التي كانت رائدة في ذلك الوقت، وهي ترصيع الساعات بالأحجار الكريمة. هناك، أصبح معروفًا على أنّه أوّل من أدخل الساعات الفاخرة إلى البلاط الملكي والى الأسواق السعوديةالمناطق اللبنانيّة كافةً، وتبقى شهادات حيّة على مهارته المهنيّة التي جرت مع الدم في عروقه

Piaget, Baume & Mercier, Longines, Patek Philippe, Rolex وبفضل الجهود الاستثنائية التي بذلها بهدف التوسّع، نجح في بناء علاقات متينة وقاعدة عملاء رفيعة المستوى

وأكمل الجيل الثالث، لا سيما “روبير معوّض”، الذي كان متوجها لدراسة الطب ولكن استطاع أن يقنعه والده باكمال المسيرة، مهمّة التوسع نحو الأسواق الجديدة. فساهم شغفه بالمجوهرات الخارجة عن المألوف وبالساعات المتطورة في قيادة كل مبادراته، ومن بينها قراره بنقل مقرّ الدار الرئيسي في السبعينيات إلى جنيف والبدء بإنتاج الساعات تحت علامة “روبرجيه” Robergé، التي تمزج في اسمها بين كلمتي “روبير” و”جنيف

وبفضل نظرته المستقبلية الحكيمة ورهانه على الإستثمار بالبحث والتطوير Research & Development، بنى “روبير” بنجاح وجودًا بارزًا للدار في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. وقد استحوذ أيضًا على بعض أكبر الماسات الموجودة في كوكبنا، فرسّخ اسمه في التاريخ كأحد أبرز خبراء وتجّار الماس على الإطلاق. ففي السنوات التي قضاها في إدارة الشركة، اعتمدت شخصيات مرموقة مجوهرات “معوّض”، مثل الليدي “ديانا” التي حُفر خاتم خطوبتها في الذاكرة، وهو من تصميم “معوّض” ومرصّع بالماس بعيار 1.82 قيراط وبحجر صفير بعيار 7.2 قيراط. ويعود الفضل الأكبر في وصول الدار إلى العالمية إلى شغف “روبير معوّض” وتفانيه المخلص لمجال الماس

ومن بعدها تسلم مقاليد الدار أبناؤه الثلاثة: فريد وآلان وباسكال. ومنذ عامين، احتفلت الدار بعيدها الخامس والعشرين بعد المائة في بيروت، وتعمل حاليا على خطط توسعيّة في العالم، لا سيما بعد نجاح تجربة الدار مع علامة «فكتوريا سيكريت». فهي الحاضر الدائم في عروضها، الأمر الذي أثار إليها الكثير من الاهتمام العالمي

أمّا اليوم، فشكّلت بداية هذا العقد الجديد من القرن الحادي والعشرين خطوة جديدة في استراتيجية التكامل الرأسي لعائلة “معوّض”. يقوم اليوم الجيل الخامس، أي “جيمي معوّض” ابن الشريك المؤتمن “فريد معوّض” من الجيل الرابع، و”أناستازيا معوّض”  ابنة الشريك المؤتمن “ألان معوّض” من الجيل الرابع، بدفع الشركة باتجاه الاستدامة الاجتماعية والبيئية مع إطلاق صندوق معوّض الخيري Mouawad Diamond Impact Fund. وفي الوقت نفسه، يستمر البحث عن الأحجار الكريمة النادرة من أجل إضافتها إلى مجموعة العائلة، ومن الضروري أن نذكر إضافة جديدة استثنائية. نتحدث هنا عن “معوّض دراغون”Mouawad Dragon ، وهي ماسة بعيار 54.21 قيراط اكتُشفت عام 2020 في رواسب طميية قديمة في جنوب أفريقيا. وصارت هذه القطعة جزءًا من مجموعة الدار الساحرة، والتي تضم ماسة “فلولس دايناستي”Flawless Dynasty  بعيار 51 قيراط وفئة اللون D، وماسة “جوبيلي”Jubilee  التي ذكرناها بعيار 245.35 قيراط، وماسة “كوين أوف هولند”Queen of Holland  بعيار 135.92 قيراط، وماسة “تيلور   بعيار 69.42 قيراط، وأكبر ماسة وسادية القطع عيارها 218.08 قيراط

لم تبخل هذه العائلة يوما على منطقتها. اذ شيّدت كنيسة سيدة الحصن الجديدة على نفقتها الخاصة وتم تدشينها عام 1989 كما ونصب أعلى وأكبر تمثال للعذراء مريم والمصنوع من الغرانيت الإيطالي على رأس الكنيسة سنة 1997. وتحولت هذه الكنيسة والكنيسة الأثرية التي تجاورها الى مزار ديني كبير يقصده هواة السياحة الدينية من كل العالم لفخامة البناء وفق الطراز الهندسي الحديث

كما لدى العائلة برامج ومبادرات كثيرة للحد من الفقر والعوز، لدعم التعليم، وللمساعدات الاستشفائية في قضاء زغرتا الزاوية

محسن أ.يميّن 

“ZghartaPedia”