حققّت حلمها بالتحليق
وتعثرت ريادتها للفضاء
لا ندري من كان مُلهم، أو مُلهمة، الكابتن سيمونا يميّن في القرار الذي إتخّذته لإظهار طاقتها، وتحقيق طموحها، وأيّة رياح ساقتها للتفكير بالتحليق، وبتسجيل إسمها كرائدة قيادة طائرة تجاريّة، إلاّ أنهّا نجحت في ذلك
وعندما راح ذكرها يشيع في لبنان ظلّت فكرتنا عنها، كنموذج متفّوق من النساء، مبهمة حتى إطّلاعنا على مقال نشرته الكاتبة والصحافية الراحلة لور غريّب في “نهار الرياضة والتسلية” في 18/5/1975، فإتّضحت الصورة
زغرتاويّة الأصل، إنطلياسيّة المولد (1951). كبيرة عائلة مكوّنة أيضاً من ثلاثة أشقّاء، وشقيقتين. كان الطيران حلمها منذ الصغر، والطائرة كانت أفضل هدية يمكن أن تُحمل إليها، مجاراة لها في حلمها. فراحت تفكّ طائرات من الورق، وتتلقّى طائرات خشبية ومعدنيّة، ساهمت في زيادة توقها إلى التحليق إتّقاداً في داخلها
تنقّلت في العديد من المدارس، لكن شجاعتها التي لم تتغيّر واصلت توجيه نظرها إلى السماء، فيما الطائرات ترتسم أمام عينيها، سواء مرّت فوق بيروت، أوكانت مغمضة العينين، وعَبَرت خيالها، إلى أن إلتحقت بمعهد “روجرز أفياشين ليمتد”، في بدفورد (إنكلترا)
فنالت، بعد سنتين من الدراسة، إجازة طيّار تجاري مع الآلات، وإجازة مُدرّبة طيران، عام 1973
بعودتها الى إنطلياس، فوجئت بأن والدها جوزيف قبلان يميّن أسّس لها شركة تجاريّة أطلقت عليها إسم “شركة سيمونا يميّن للطيران” (1973) أتاحت لها العمل في إختصاصها، وبيع وشراء وتأجير وصيانة الطائرات التجاريّة والسياحيّة، وتأمين النقل الجوّي، على أنواعه، فضلاً عن قيادة الطائرة لتسليمها للزبون في لبنان، أو في البلدان العربيّة والأجنبيّة
ويوم أجرت معها لور غريّب المقابلة كانت سيمونا يميّن تواصل عملها كمدرّبة على الطيران في المعهد الذي تخرّجت منه، كما تقوم بتمارين تجريبيّة في الدول العربيّة على طائرات جديدة، من أجل إقناع الشاري، وتسويقها
وكانت سيمونا قد طارت أكثر من ألفين وخمسماية ساعة، علماً بأن ألفي ساعة كانت تكفي كي تصبح، كمجازة، كابتن. ولم يكن المعدّل الذي بلغته ليكبح جماح طموحها للطيران، وإقتحام الفضاء. فإتصلت بروّاد قضاء، لتكون رائدة. على ان تسافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، وتخضع لما يلزم من فحوص في “الناسا” . وتحجز لنفسها مكاناً، كرائدة، لسَفْرة مُقلبة إلى القمر. غير أنّ إندلاع نيران حرب السنتين، وما تلاها من حروب على أرض لبنان، حالت، دون تحقيقها لمبتغاها. والّا لكانت شقّت طريقها إلى الفضاء قبل أوّل رائدة فضاء عربيّة (ريّانة برناوي)، وأوّل رائدة مصريّة (سارة صبري)، وأوّل رائدة إماراتيّة (نورا المطروشي)، وأوّل رائدة سعوديّة، مؤخّراً، (مشاعل الشميري) التي تعمل في مجال هندسة الطائرات، والمركبات الفضائيّة، والصواريخ
وقبل أن تقود الكابتن رلى حطيط طائرات “شركة طيران الشرق الأوسط” الأبرباص 320 والأيرباص 300. وحطيط هي من مواليد الدوير، سنة 1974، أي في العام الذي حازت فيه سيمونا على إجازتها
وممّا يُذكر أن أحد أشقّاء سيمونا تخصّص أيضاً في صيانة الطائرات وتصميمها، وتدرّب على الطيران في برث PERTH ، في إسكتلندا
ما حمل لور غريّب على اللفت إلى مبلغ إعتزاز والدهما عندما تمرّ فوق سماء البيوت طائرات يقودها إثنان من بيته. سوى ان الأَوْلى بالإعتزاز كانت سيمونا لنجاحها، ورياديّتها، في تسجيل إسمها، في قائمة النساء اللواتي حقّقت حلم “إيكار” القديم في الطيران، وفي معانقة زرقة السماء العافية، وفي مصافحة الغيوم
محسن أ.يميّن
لِ “ZghartaPedia”
:إضافات
توفت سيمونا يمّين يوم أحد، 5 أيلول 2021، عن عمر 70 عاماً.
تُعتبر سيمونا بأنها “أول طيّار تجاري انثوي في لبنان”.