المغترب بولس اللبيان

باني قصر إهدن البلدي

ومموّل المستوصف المجّاني

   اذا كانت المحبة تَظْهر في الأعمال أكثر منها في الأقوال، فالمغترب الإهدني بولس اللبيان من الذين أخلصوا لوطنهم ولبلدتهم، بما جادت به يده الَّسخِيّة المعطاء، ولم يكتف بابداء المشاعر القلبيّة فقط

   غادر مسقط رأسه (زغرتا) في مستهل شبابه، ميمّماً شطر المكسيك التي سبقه اليها عديدون من أبناء بلدته. وإنصرف الى العمل بنشاط وإجتهاد. ولم يَلْبث أن أنشأ مصانع كبرى، مُحْتلاً مكانةً مرموقةً في عالم التجارة. سوى أن ما أصابه من نجاح لم يجعله يُشيح بنظره عن أعمال الخير، لا في مهجره، ولا في الوطن 

  وقد قاده حنينه إلى إهدن عام 1950 . فجاء تصحبه زوجته، بحسب ما أوردته جريدة “الرقيب”، في عددها الصادر في 1950\12\30، وأمضيا نحواً من خمسة أشهر في ربوع لبنان. تبيّن له خلالها أن بلدية إهدن تفتقر الى مقرّ لها، فتبرّع بعشرين ألف ليرة وفقاً للجريدة عينها (في 1950\6\1)، بهدف ترك أثر في إهدن يُذكّر به، على ما أشارت إليه جريدة “صدى الشمال” (الأثنين في 16 نيسان 1962- العدد 1980) في عددها الصادر إثر وفاته في 31 آذار، عامئذ

  وقد رسا إلتزام القصر البلدي على المعلّم قبلان يوسف يميّن، وإلتزام الباطون على المعلم يوسف غصوب فرنجيّة. وإنتهت أعمال البناء في أيلول عام 1953. وإحتفل بتدشين القصر في الشهر التالي في حفلِ رَعَاه الوزير الشاب رشيد كرامي (الرئيس الشهيد)، وحضره المطران بولس المعوشي (البطريرك لاحقاً)، والمطران انطون عبد، والمونسنيور بولس حليم سعاده، وأعيان إهدن ،وكبار المصطافين. ومحافظ الشمال نعيم العياش، ورئيس البلدية أنيس بك معوّض

  وقد ظلّ القصر البلدي في إهدن مُذّ ذاك على حاله حتى 27 آب 2007 حين إحتُفل بتدشين الطابق العلوي الجديد الذي تكفّل بدفع تكاليف بنائه مغترب إهدني آخر، هو سركيس محسن يميّن، مضيفاً مأثرة جديدة إلى أفضال المنتشرين على بلداتهم، وقراهم، ووطنهم عموماً

  إلى ذلك، تولّى بولس اللبيان الإنفاق على مستوصف زغرتا-إهدن المّجاني، عدا عن الأعمال الخيريّة التي كان يُسْديها نحو الجمعيّات والنوادي والعائلات المستورة

وهو كان عافى من مرض “نشاف الكبد”. وحين إشتدّت وطأة المرض عليه نُقل من بوابلا، مركز أعماله، الى العاصمة مكسيكو كي يتلقّى العلاج على أيدي أشهر الأطبّاء. وظلّ عشرة أيام ما بين الحياة والموت إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة بعيداً عن الأرض التي كان يخاف أن تدهمه المنيّة وهو في منأى عنها. وتسجل لبولس اللبيان مساعدته للمؤرخ سمعان خازن في طبع كتابيه: “يوسف بك كرم قائمقام النصارى”، و”تاريخ زغرتا القديم والحديث”

محسن أ.يميّن 

لِ “ZghartaPedia”

:إضافات

عندما استقبل رئيس بلدية زغرتا السيّد أنطونيو فرنجيه وفداً مكسيكياً لبنانيّ الأصل في تموز 2019، تبيّن أن الوفد يضم السيدة ماري أنطوانيت اللبيان الشيخا، ابنة الراحل بولس اللبيان (ZghartaPedia)