شركة العَلم 

للبناء في سيدني

ولَمعان سناتورها

تدين “شركة العَلَم لبناء المساكن الشعبيّة”، في سيدني، بتأسيسها إلى المغترب يوسف العَلَم، والد السناتور الذائع الصيت إسكندر العلم

ويوسف العلم من مواليد داريّا، في قضاء زغرتا-الزاوية، تعلّم خلال وجوده في لبنان، في مدرسة الحكمة، في بيروت، لغاية سنة 1895. أي في نفس السنة التي قرّر فيها أن يغادر أرض الوطن ليهاجر إلى أوستراليا. فسَيل الهجرة الذي كان قد بدأ قبل عقود، بسبب الأحوال السياسيّة والإقتصادية المتردّية، والذي يشتدّ، وقتاً فآخر، ليأخذ طابع الموجات المتلاحقة، لن يوفّر قرية من قرى لبنان، أو بلداته، من هذا النزف البشريّ، المستمرّ إلى يومنا هذا

بحلوله في اوستراليا، وإنصرافه الى العمل مدّةً، سيقترن  بمريانا الهاشم. وسينجب منها السناتور إسكند، بول، جون، جورج، وأنطون. وثمان بنات نعرف منهنّ بالأسماء مريم، سعدى، تيريز، ولويزا. كانوا يشغلون مراكز مرموقة في السياسة، والتجارة

 وعندما أغمض يوسف العلم عينيه، إغماضته الأخيرة، سنة 1957، بعيداً عن الأرض التي انجبته، أرسل إبنه السناتور إسكندر برقيّة إلى إبن عمّه نجيب العلم، رئيس بلديّة داريا سابقاً يعلمه فيها بوفاة والده. وكان إسكندر يشغل مركز المدير العام في شركة البناء المذكورة. امّا رأسمال الشركة فكان، بحسب الصحف اللبنانيّة التي نشرت الخبر مليونا ليرة إسترلينيّة

يوسف العلم الذي إغترب، ومن ثمّ، أسرته التي أسعفته في أعماله، كانوا جزءاً من لبنان الذي إنتشر في كل مكان. وقد أراد، هو وإبنه السناتور الذي أدرج أنيس منصور إسمه والمعلومات عنه في كتابه “النبوغ اللبنانيّ في القرن العشرين” (1938)، والأب لويس الهاشم في مؤلّفه “تاريخ العاقورا”، أن تكون شركة البناء المؤسّسة، بطبيعة الحال، طلباً للرزق والكسب، ان لم نقل العيش الكريم والبحبوحة في البلد المضيف، كإمتداد للبنان هناك. فراحوا يطلقون على المجتمعات التي يشيدونها أسماء قرى، وبلدات لبنانيّة كداريّا، وإهدن، وكفرصغاب، وبشرّي، وبقاعكفرا، وكوسبا، الى ما هنالك. سعياً منهم لإظهار صلتهم غيرالمقطوعة ببلد المنشأ،  وبيئتهم الأصلية، كلبنانيين، ومتحدّرين من أصل لبناني

وحين قام المربّي الراحل لويس نجيب العلم بزيارة أقربائه في اوستراليا، في السبعينيّات، على ما أظن، كان عدد مجمّعاتهم السكنية المشادة قد بلغ ال 63 مجمّعاً، وعدد وحداتها السكنيّة قد فاق الألف وحدة

ويضيق المجال، بالفعل، بذكر المعلومات التي أوردتها “جريدة البيرق” في 6 حزيران، عام 1949، عن السناتور إسكندر العلم، مدير هذه الشركة، مستبقة بذلك زيارته للبنان. حين كتبت مُعنونةً ما ساقته عنه كالتالي

 “وجه لبنانيّ عالميّ كبير/يطلّ علينا في 10 حزيران الجاري/إسكندر العلم إبن زغرتا وخطيب أوستراليا”. واسكندر أبصر النور عام 1898. درس الحقوق والسياسة. لم تتأخر موهبته، كخطيب في المنتديات، في البروز، ما دفع برئيس الحكومة الأوستراليه إلى الطلب من إسكندر، الترحيب بزيارد وليّ عهد انكلترا البرنس دوغال (إدوار الثامن، فيما بعد، فدوق أوف وندسور)، كضيف كريم. فأجاد العلم. ونال إعجاب البرنس دوغال وقال: إنني لم أسمع بمثل هذه  الفصاحة والبلاغة إلاّ من بلدوين ولويد جورج وكليمانصو. ثم أمر، خلافاً للتقاليد الإنكليزيّة، بأن يقرّب العلم إلى ما ئدته بين اللورادت والعلماء

وببلوغه ال 28 سنة عُيّن عضواً في المجلس التشريعي الأوسترالي إلى مدى الحياة. وعندما ألغي مبدأ التعيين، سنة 1933، فاز بالإنتخابات لمدة 12 سنة

حائز على أوسمة إنكليزيّة لاينالها إلاّ العظماء، وعلى وسام الإستحقاق اللبنانيّ، من أعلى رتبة

ويوم قام بزيارته الأولى للبنان، عام 1927، استقبلته الحكومة اللبنانيّة رسميّاً، ودعاه الرئيس شارل دبّاس إلى العشاء

والمأثور عن السناتور إسكندر  أنّه هو الذي قدّم قصراً بديعاً، في أجمل نقطة، شمالي “سيدني” إلى قنصل لبنان العام حليم شبيعة، ليكون مقر القنصليّة لائقاً بالتمثيل اللبناني

والعَلَم تكرّرت زياراته للبنان (1927-1949-1952-1959-1962-1965)

محسن أ.يميّن  

“ZghartaPedia” لِ