جريدته لم تكن
مأثرته الوحيدة
لم يُعرف ناصيف الفضل بإصداره جريدة “الفرائد” في المكسيك فحسب، إنّما عُرف أيضاً بكونه أوّل من قصد من أبناء الجالية، باريس، إستيراداً للبضائع، وبتمثيله للجالية اللبنانيّة في مؤتمر الأونيسكو العالمي الذي إنعقد في بيروت، عام 1948
ومع أنّ مزاولة مهنة الصحافة في المهاجر كانت شاقة للغاية، فإنها لم تُعدم من مندفعين، ومن مغامرين. سوى أن الأمر كانَ يستحقّ العناء
في السياق، أشرقت شمس جديدة “الفرائد”، في المكسيك، عام 1935
وقد شاء مُطلقها ناصيف الفضل ان تكون جريدته “صلة إتصال بين المغتربين العرب، وبين أوطانهم، باللّغة التي رنّت في آذانهم قبل كل لغة”، على ما كتبه في عددها الأوّل (راجع جريدة الدفاع، فريد بولس، السنة 4، السبت في 17 آب 1935، العدد 258)، و”ملتقى لأفكار الأدباء” إيماناً منه بأن الصحافة “مدرسة جوّالة”، و”منارة دوّارة”. فتعهّد بأن ينقل إلى القرّاء “صفحات مطويّة من أمجاد بلادهم… وذخائر من لغتهم”. على أن يُضيف، إلى ذلك، بعض جواهر الأدب من اللغة الإسبانيّة التي كان يعتبر أن أدبها أقرب إلى الأدب العربيّ من أيّ أدب آخر
ولم يكد يمّر عام على ظهورها حتي هنّأتها جريدة “الهدى” النيويوركيّة، ذاهبة الى أن الفضل يستحقّ أن يحمل اللقب الذي اطلق عليه: “شيخ أدباء المكسيك”، وان الجالية المكسيكيّة الكريمة هي الأحقّ بالتهنئة لأن الفضل يُصدر جريدته الفريدة في كنفها، ومن أجلها
والشيخ ناصيف الفضل، كما كان يعرف، من كفرحورا، في قضاء زغرتا. لكنه ولد في بقاعكفرا، مسقط رأس والدته مرزوقة، حيث كانت تصطاف عند والدها الخوري جرجس مخلوف. وذلك في 2 تشرين الثاني، سنة 1876
وهو شقيق الخوري عمانوئيل الفضل (1878-1908)، راعي الجالية المارونية في الترانسفال الذي مات غرقاً في البحر، في الباخرة التي كانت تقّله إلى لبنان، مع الطاقم وجميع الركّاب. تنقّل في تحصيله العلمي ما بين جدّه الخوري إغناطوس، ومدرسة الطائفة المارونيّة في كنيسة مار مخائيل، في طرابلس، ومدرسة مار يعقوب في كرم سدّة، ومدرسة بكفتين في الكورة

سافر اولاً إلى البرازيل، سنة 1895، حيث كان أوّل عهده بالصحافة كمحرّر في جريدة “المناظر” لصاحبها نعّوم لبكي الشهير، أوّل رئيس للمجلس النيابّي، في عهد الإنتداب. من البرازيل إنتقل إلى المكسيك، سنة 1902، وإنصرف إلى العمل في التجارة محرزاً النجاح. وكان أوّل مهاجر من الجالية اللبنانيّة، في المكسيك، يقصد باريس إستيراداً للبضائع. وقد وصل عدد بناياته، كما كتب المؤرّخ الاُب إغناطيوس طنّوس الخوري (ر.ل.م.)، في وقت من الأوقات، الى 46 بناية. وقدّرت ثروته، آنذاك، بمليوني دولار أميركيّ
لكن نظراً لتأييده للسياسة الفرنسيّة، خلال الحرب العالميّة الأولى، وحليفتها الولايات المتّحدة الأميركيّة، أسوةً بالأديب أمين الريحاني، ووقوف المكسيك في صفّ المانيا، حُكم عليه بالنفي مع عائلته، ممّا أدّى إلى تشتّت ثروته، وأملاكه
إستمرّ في إصدار جريدته من سنة 1935، إلى سنة 1945، فباع إمتيازها بعد تقدّمه في السنّ
زار ناصيف الفضل لبنان مرّات عّدة في 1909 و1913 و1948
وقد إقترن في زيارته الثانية بالسيّدة ناهية، إبنة الشيخ ملحم بولس من زغرتا
مثّل جاليتنا في المكسيك في مؤتمر الأونيسكو العالميّ الذي إنعقد في بيروت، عام 1948، مع وزير لبنان المفوّض جوزيف أبو خاطر
محسن أ.يميّن
“ZghartaPedia”